فى الذكرى المئوية الأولى لعبقرى الأدب والرواية المصرية نجيب محفوظ، تستحضر الذاكرة إبداع تلك القامة المصرية السامقة فى تاريخ أمتنا العريقة حضارة وفنا، تراث محفوظ الذى دأب على صياغته فى صبر وذكاء المصريين الذين عاشوا دهورا يعلّمون الإنسانية" معنى الضمير".
تأتى هذه الذكرى ومصر تمر بمرحلة من أكثر مراحل تاريخها الحديث حاجة إلى استلهام القيم الإنسانية المحفزة لمواجهة الشدائد والمحن التى يواجهها الإنسان الفرد والجماعة الإنسانية فى سعيها لحياة إنسانية أفضل من خلال رؤية عقلانية مدعومة بإرادة راسخة لتحقيق حلم العدالة.
أن تراث محفوظ حافل بكل هذه القيم والمعانى، ولعل إبداعه الادبى يكاد أن يتمحور حول أشواق المصريين الدفينة نحو تحقيق هذا الحلم، سواءا على مستوى أبطال رواياته أو جموع "حرافيشه" فى " حارته" المدهشة، والتى أشار إليها –بحق- عمالقة الثقافة فى عالمنا الحديث، بأنها تحتوى العالم بأسره.
ان ثورات المصريين وإرهاصاتها، والتى شاءت الأقدار أن يعايشها محفوظ خلال حياته ومنذ طفولته، كانت مصدرا هاما للعديد من أعماله التى تناولت مصائرها ومصائر أبطالها، والتى يمكن اعتبارها تأريخا أدبيا فذا لهذه الثورات، وقد أجاد محفوظ ،بانتمائه الوطنى الانسانى، فى كشف المستور من أسباب انتكاساتها وانحرافاتها من خلال عبقريته الأدبية التى قد تكون أعمق تأثيرا من التأريخ والتسجيل الرسمى لهذه الثورات بأحداثها الفعلية ورموزها الحقيقية ومصائرها الدرامية إلى حد الفجيعة- أحيانا- فى معظمها.
ولما كانت ثورة 25 يناير، أحدث وأخطر ثورات المصريين، تواجه كل ما تراكم من تحديات أزمنة اللامبالاة وما سيفرضه المستقبل الزاخر بالتحديات والفرص ....... فقد ارتأينا فى "جمعية رسايل للتنمية الثقافية" أن تكون احتفاليتنا بهذه الذكرى بعقد ندوة بعنوان:
"الثورة والثوار فى أعمال نجيب محفوظ"
سيتحدث فى هذه الندوة السادة:
الكاتب والناقد الأدبى الكبير الدكتور حسين حمودة
المفكر السياسى الكبير والروائى د. عمار على حسن
كما سيشرفنا بالحضور نخبة من مثقفى مصر المهمومين بمستقبل مصر والثقافة المصرية.
ستعقد الندوة فى مكتبة مصر العامة (4ش جمال حمدان – الطحاوية سابقاً – متفرع من شارع النيل بالجيزة – خلف مجلس الدولة) يوم 26 ديسمبر 2011 الساعة 6:30 م.
إن تشريفكم لنا فى هذه الاحتفالية سوف يساهم فى إذكاء روح
الاعتزاز والتقدير لأبناء مصر المبدعة والمنطلقة نحو "مشرق النور
والعجائب"
|